Translate

الخميس، 14 مايو 2015

ابن أبي أصيبعة

ابن أبي أصيبعة[عدل]

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ابن أبي أصيبعة
الألقابابن أبي أصيبعة
الميلاد600 هـ
الوفاة668 هـ
أصل عرقيعربي
أعمال ملحوظةعيون الأنباء في طبقات الأطباء
ابن أبي أصيبعة هو أحمد بن سديد الدين القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي الأنصاري موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة[1]، اشتهر بالطب، ولد بدمشق سنة 600 هجرية وتوفي سنة 668 هجرية في صرخد (هي اليوم مدينة صلخد جنوب سوريا).

سيرته[عدل]

ولد بدمشق سنة 600 هـ، سليل أسرة اشتهرت بالطب، وموفق الدين أشهر أفراد الأسرة وإليه يصرف الانتباه إذا ذكر: الطبيب ابن أبي أصيبعة وكني أبا العباس قبل أن يطلق عليه لقب جده ابن أبي أصيبعة وقد نشأ في دمشق في بيئة حافلة بالعلم والدرس والتدريس، والتطبيب والمعالجة.
درس العلوم والطب في دمشق نظرياً وعملياً، وطبق دروسه في البيمارستان النوري أول مستشفى في التاريخ الإسلامي، وكان من أساتذته من كبار علماء دمشق،وابن البيطار العالم الشهير ومؤلف (جامع المفردات). وكان يتردد كذلك على البيمارستان الناصري فيقوم بأعمال الكحالة، وفيه استفاد من دروس السديد ابن أبي البيان، الطبيب الكحال ومؤلف كتاب الأقراباذين المعروف باسم الدستور البيمارستاني.
سافر إلى العديد من البلاد وبناء على دعوة الأمير عز الدين أيدمر صاحب صرخد ذهب إليه وعاش هناك (وهي اليوم مدينة صلخد من أعمال جبل العرب) في سوريا، وفيها توفي سنة 668 هـ.
اشتهر ابن أبي أصيبعة بكتابه الذي سماه عيون الأنباء في طبقات الأطباء والذي يعتبر من أمهات المصادر لدراسة تاريخ الطب عند العرب. ويستشف من أقوال ابن أبي أصيبعة نفسه أنه ألف ثلاثة كتب أخرى، ولكنها لم تصل إلينا، وهي: كتاب حكايات الأطباء في علاجات الأدواء، وكتاب إصابات المنجمين، وكتاب التجارب والفوائد الذي لم يتم تأليفه.

ابن القف

العالم العربي المسلم أبو الفرج أمين الدولة بن يعقوب المعروف بابن القف الكركي موليد سنة 630 هـ، كان طبيب وعالما وفيلسوفا ولد في مدينة الكرك جنوبالأردن يوم السبت ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاثين وستمائة هجرية (الموافق 22 آب 1232 ميلادية)، ونشأ فيها وأخذ عن علمائها إلى أن هاجر طلبا للعلم إلى صرخد، خدم وعمل في فلعة الكرك وفي قلعة عجلون وفي قلعة دمشق بالطب والتأليف وقد ترجم له ابن أبي أصيبعة وأثنى عليه. من آثاره (كتاب الأصول في شرح الفصول) ل أبقراط، وكتاب الشافي في الطب وكتاب العمدة في صناعة الجرّاح وقد طبع في حيدر آباد سنة 1356 هـ.
ابن القف
الألقابابن القف
الميلادالكرك 630 هـ
الوفاةدمشق 685 هـ
المنطقةفلسطين
أعمال ملحوظةكتاب الشافي

ابن جزلة

ابن جزلة[عدل]

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المحسن أبو علي يحيى بن عيسى بن ِجِزلة ولقبه البغدادي عالم عربي مسلم وطبيب من بغداد توفي سنة 493هـ / 1100م. يعرف عند الغربيين باسم Bengesla. كان مسيحياً، لكنه اعتنق الإسلام سنة 466هـ /1074م، متأثراً بأستاذه أبي علي بن الوليد المعتزلي. درس الطب على سعيد بن هبة الله طبيب الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله. كان ابن جزلة يطبب أهل بلده ومعارفه بغير أجر، ويحمل إليهم الأشربة والأدوية بغير عوض، ويتفقد الفقراء ويحسن إليهم.

نشأته[عدل]

عاش في القرن الحادي عشر الميلادي ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد له، ومن المعروف أنه ولد في بغداد ونشأ بها وتعلم علوم اللغة والمنطق والكلام ودرس الطب على يد الطبيب العشاب وصار طبيبا من أطباء الخليفة العباسي المقتدر بالله.
أثناء دراسته للطب أعانه قاضي بغداد الحنفي على العيش فعينه نساخا بدار الحكمة ،وكان ابن جزلة يسكن بمدينة الكرخ وعندما صار طبيبا كان يطبب أهله ومعارفه وأصدقاءه بدون أجر، فقد كان يرى أن الطب مهنة إنسانية لمساعدة الفقراء.

إسهاماته العلمية[عدل]

كان ابن جزلة إمام الطب في عصره. وقد تجلت إسهاماته الطبية في وضع جداول تشتمل على شروح وافية عن كل مرض، كما استعرض أنواع الأوبئة والأمراض وأوقات ظهورها، ثم البلدان التي تنتشر فيها، وطرق تشخيصها، وكيفية علاجها. وقد اتبع طريقة منتظمة في متابعة أعضاء جسم الإنسان وأمراضها، ووضع ذلك في جداول تسهل على المثقف العادي في عصره استعماله في العلاج.كما ربط في الجداول بين حالة المريض النفسية والاجتماعية ونوع المرض الذي قد يصيبه, فكانت تلك الجداول من أوائل الجداول التي ربطت بين علم الطب والاجتماع وعلم النفس. كان ابن جزلة من الصيادلة المشهورين في بغداد وقد أسهم في هذا الميدان من خلال وصف العقاقير والأعشاب والأدوية، وكل ما يستعمله الإنسان في التطبب من لحوم ونباتات ومستحضرات كيماوية.
من أهم اسهاماته التي نشأت لتخصصه في الأمراض الجلدية وبخاصة علاج أمراض الرأس الجلدية مثل الثعلبة والقرع وجميع قروح أمراض الرأس. كما أن له اهتمام خاص بطب الأطفال. مما يتميز به ابن جزلة في ميدان العلاج، أنه كان يؤمن بأهمية الموسيقى في شفاء الأمراض والوقاية منها. وقد قال في هذا الشأن : <<إن موقع الألحان من النفوس السقيمة مثل موقع الأدوية من الأبدان المريضة>>.

مؤلفاته[عدل]

"تقويم الأبدان في تدبير الإنسان"، رتب فيه ابن جزلة أسماء الأمراض في جداول، مع وصف طريقة علاج اثنين وخمسين وثلاثمائة (352) مرض. وقد طبعت منه نسخة باللاتينية في ستراسبورغ سنة 1532.
"منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان"، كتبه للخليفة العباسي المقتدي. وهو قائمة للعقاقير والأعشاب الطبية مرتبة على الأحرف الهجائية.
"الإشارة في تلخيص العبارة" ؛
"كتاب أمراض الرأس" ؛
"رسالة في مدح الطب وموافقته للشرع"؛
"كتاب الصحة بالأسباب الستة" وهو كتاب في طرق الوقاية الصحية من الأمراض؛
"كتاب العلم بتدبير الأمراض ومعرفة الأسباب والأعراض" وقد وضع فيه جدولا مختصرا لكل مرض؛
"رسالة في الرد على النصرانية".

وفاته[عدل]

توفى ابن جزلة في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي في بغداد تاركًا لمن بعده أسسا رائعة لما نسميه في عصرنا الطب السريري, الذي يعتمد على العلاقة المباشرة بالمريض دون الغرق في المباحث الطبية النظرية.

ابن الأثير الجزري

ابن الأثير الجزري[عدل]

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عز الدين أبي الحسن الجزري الموصلي (555-630 هـ) المعروف بـ ابن الأثير الجزري، مؤرخ إسلامي كبير، عاصر دولة صلاح الدين الأيوبي، ورصد أحداثها ويعد كتابه الكامل في التاريخ مرجعا لتلك الفترة من التاريخ الإسلامي.

نسبه[عدل]

أبن الأثير الجزري : عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الموصلي الشيباني من بني شيبان من بكر بن وائل من ربيعة [1]

المولد والنشأة[عدل]

ولد عز الدين ابي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزري والمعروف بعز الدين بن الأثير في 4 جمادى الآخرة سنة 555 هـ بالجزيرة المسماة في المصادر العربية الإسلامية بجزيرة ابن عمر. وهي داخلة ضمن حدود الدولة التركية حالياً في أعالي الجزيرة السورية، وقد عني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، رحل إلى الموصل بعد أن انتقلت إليها أسرته، فسمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج يحيى الثقفي، وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرج على بغداد ليسمع من شيوخها الكبار، من أمثال أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، وأبي أحمد عبد الوهّاب بن علي الصدمي. ورحل إلى دمشق وتعلم من شيوخها وعلمائها واستمع إلى كبار فقهاء الشام واستمر فترة من الزمن، ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعا للتأليف والتصنيف.

ثقافته[عدل]

في رحلته الطويلة لطلب العلم وملاقاة الشيوخ، والأخذ منهم، درس ابن الأثير الحديث والفقه والأصول والفرائض والمنطق والقراءات؛ لأن هذه العلوم كان يجيدها الأساتذة المبرزون ممن لقيهم ابن الأثير، غير أنه اختار فرعين من العلوم وتعمق في دراستهما هما: الحديث والتاريخ، حتى أصبح إماما في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق به، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب وأيامهم وأحبارهم، عارفًا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة.
وعن طريق هذين العلمين بنى ابن الأثير شهرته في عصره، وإن غلبت صفة المؤرخ عليه حتى كادت تحجب ما سواها. والعلاقة بين التخصصين وثيقة جدا؛ فمنذ أن بدأ التدوين ومعظم المحدثين العظام مؤرخون كبار، خذ مثلا الإمام الطبري، فهو يجمع بين التفسير والفقه والتاريخ، والإمام الذهبي كان حافظا متقنا، وفي الوقت نفسه كان مؤرخا عظيما، وكذلك كان الحافظ ابن عساكر بين هاتين الصفتين… والأمثلة كثيرة يصعب حصرها. قال ابن خلكان : كان بيته بالموصل مجمع الفضلاء ، اجتمعت به بحلب فوجدته مكملا في الفضائل والتواضع وكرم الأخلاق ، فترددت إليه وكان الخادم أتابك طغرل قد أكرمه وأقبل عليه بحلب.حدث عنه ابن الدبيثي ، والقوصي ، ومجد الدين ابن العديم وأبوه في " تاريخ حلب " وحدثنا عنه أبو الفضل بن عساكر ، وأبو سعيد القضائي ,

مؤلفاته[عدل]

وقد توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره العديدة في طلب العلم، وقيامه ببعض المهام السياسية الرسمية من قبل صاحب الموصل، ومصاحبته صلاح الدين في غزواته -وهو ما يسر له وصف المعارك كما شاهدها- ومدارسته الكتب وإفادته منها، ودأبه على القراءة والتحصيل، ثم عكف على تلك المادة الهائلة التي تجمعت لديه يصيغها ويهذبها ويرتب أحداثها حتى انتظمت في أربعة مؤلفات، جعلت منه أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري وهذه المؤلفات هي:
وبذلك يكون ابن الأثير قد كتب في أربعة أنواع من الكتابة التاريخية.

الكامل في التاريخ[عدل]

وهو تاريخ عام في 12 مجلدًا، منذ الخليقة وابتداء أول الزمان حتى عصره، حيث انتهى عند آخر سنة 628 هـ أي إنه يعالج تاريخ العالم القديم حتى ظهور الإسلام، وتاريخ العالم الإسلامي منذ ظهور الإسلام حتى عصره، والتزم في كتابه بالمنهج الحولي في تسجيل الأحداث، فهو يسجل أحداث كل سنة على حدة، وأقام توازنًا بين أخبار المشرق والمغرب وما بينهما على مدى سبعة قرون وربع قرن، وهو ما أعطى كتابه طابع التاريخ العام أكثر أي تاريخ عام لغيره، وفي الوقت نفسه لم يهمل الحوادث المحلية في كل إقليم، وأخبار الظواهر الجوية والأرضية من غلاء ورخص، وقحط وأوبئة وزلازل.
ولم يكن ابن الأثير في كتابه ناقل أخبار أو مسجل أحداث فحسب، وإنما كان محللا ممتازا وناقدا بصيرا؛ حيث حرص على تعليل بعض الظواهر التاريخية ونقد أصحاب مصادره، وناقش كثيرا من أخبارهم، وتجد لديه النقد السياسي والحربي والأخلاقي والعملي يأتي عفوا بين ثنايا الكتاب، وهو ما جعل شخصيته التاريخية واضحة تماما في كتابة على الدوام.
وتعود أهمية الكتاب إلى أنه استكمل ما توقف عنده تاريخ الطبري في سنة 302 هـ وهي السنة التي انتهى بها كتابه، فبعد الطبري لم يظهر كتاب يغطي أخبار حقبة تمتد لأكثر من ثلاثة قرون، كما أن الكتاب تضمن أخبار الحروب الصليبية مجموعة متصلة منذ دخولهم في سنة 491 هـ حتى سنة 628 هـ، كما تضمن أخبار الزحف التتري على المشرق الإسلامي منذ بدايته في سنة 616 هـ. وقد كتب ابن الأثير تاريخه بأسلوب نثري مرسل لا تكلف فيه، مبتعدا عن الزخارف اللفظية والألفاظ الغريبة، معتنيا بإيراد المادة الخبرية بعبارات موجزة واضحة. هو كتاب جمع فيه الذهبي كل الحوادث التي حصلت في تلك الفترة

أسد الغابة في معرفة الصحابة[عدل]

وموضوع هذا الكتاب هو الترجمة لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين حملوا مشعل الدعوة، وساحوا في البلاد، وفتحوا بسلوكهم الدول والممالك قبل أن يفتحوها بالطعن والضرب. وقد رجع ابن الأثير في هذا الكتاب إلى مؤلفات كثيرة، اعتمد منها أربعة كانت عُمُدًا بالنسبة له، هي: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم، و"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن عبد البر، و"معرفة الأصحاب" لابن منده، و"الذيل على معرفة الأصحاب" لابن منده.
وقد اشتمل الكتاب على ترجمة (7554) صحابيا وصحابية تقريبا، يتصدره توطئه لتحديد مفهوم الصحابي؛ حتى يكون القارئ على بينه من أمره. والتزم في إيراد أصحابه الترتيب الأبجدي، ويبتدئ ترجمته للصحابي بذكر المصادر التي اعتمد عليها، ثم يشرع في ذكر اسمه ونسبه وهجرته إن كان من المهاجرين، والمشاهد التي شهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم إن وجدت، ويذكر تاريخ وفاته وموضعها إن كان ذلك معلوما، وقد طبع الكتاب أكثر من مرة.

وفاته[عدل]

ظل ابن الأثير بعد رحلاته مقيما بالموصل، منصرفا إلى التأليف، عازفا عن المناصب الحكومية، متمتعا بثروته التي جعلته يحيا حياة كريمة، جاعلا من داره ملتقى للطلاب والزائرين حتى توفي في شعبان 630هـ.قبره في الموصل منفرد وقد ازيلت المقبرة وبقي قبره وسط الشارع في باب سنجار

أبو الفداء

أبو الفداء[عدل]

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أبو الفداء
رسم تخيلي لأبي الفداء
ولادة672 هـ / 1273
دمشق - سوريا
وفاة732 هـ / 1331
حماة - سوريا
لقبالملك المؤيد, عماد الدين

أبو الفداء هو إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب ويطلق عليه ملك أو صاحب حماة في سوريا، عماد الدين، الملك العالم، الملك المؤيد، مؤرخ جغرافي، قرأ التاريخ والأدب وأصول الدين، واطلع على كتب كثيرة في الفلسفة والطب، وعلم الهيأة ونظم الشعر وليس بشاعر - وأجاد الموشحات. (672 - 732 هـ / 1273 - 1331 م).[1]

نشأته[عدل]

ولد أبو الفداء عام ( 672هـ) ( 1273م) في دمشق حينما فرت عائلته من حماة إثر إحاطة المغول بها وهو من سلالة الأيوبيين، كُني منذ صغره بأبي الفداء ولقب بعماد الدين وبدأ حياته في حماة بعد عودة أمه وهو في شهوره الأولى ثم انطلق إلى الدراسة والثقافة والإطلاع والممارسة والتدريب على فنون القتال والقنص والفروسية ولقد حفظ القرآن الكريم مبكراً مع عدد من كتب التراث واشتغل في العلوم وتفنن في جمع أشتات الكثير منها . رحل إلى مصر فاتصل بالملك الناصر من دولة المماليك فأحبه الناصر وأقامه سلطانًا مستقلًّا في حماة ليس لأحد أن ينازعه السلطة، وأركبه بشعار الملك، فانصرف إلى حماة، فقرب العلماء ورتب لبعضهم المرتبات، وحسنت سيرته.
استطاع بحنكته وصبره ودرايته وشجاعته استعادة ملك حماة، وأن يعيد المملكة الأيوبية إليها بعد أن أُبعدت عنها اثنتي عشرة سنة، وأن يخرج منها عاملها (أُسُنْدمُر) مُرغماً.
كان المماليك قد قضوا على الدولة الأيوبية في مصر في سنة 648هـ، وقضوا عليها في الشام في سنة 658هـ، وأصبح سلطان مصر والشام من المماليك، وكان يرسل مَنْ حوله، من أمراء المماليك نواباً عنه إلى مدن الشام ك دمشق وحماة وحمص وحلب والساحل. وكانت حماة مطمحَ أنظار هؤلاء الأمراء نظراً لتوسطها بين بلاد الشام ولتقدمها العمراني والعلمي والاقتصادي بفضل الملوك الذين تعاقبوا عليها من آل أيوب، وقد رأينا كيف أنّ (أسندُمُر) قد رفض أن ينتقل منها إلى نيابة الساحل مع أنّ بالساحل مدناً عامرة كثيرة اللاذقية وطرطوس وبيروت وطرابلس وغيرها، كما أنه لم ينتقل منها إلى نيابة حلب إلاّ مُرغماً.

الملك ابي الفداء[عدل]

أبو الفداء الذي استطاع أنْ يعيد المملكة الأيوبية إلى حماة، كانت له اليد الطولى في مدّ عمـرها فيها إلى سنة 742هـ، أي إلى بعد نحو قرنٍ من الزمان من انقراضها في مصر، فكيف تسنّى له ذلك وسط تلك الغابة من أمراء المماليك المتسلطين في ذلك الوقت لا ريب أن ذلك يعود إلى الصفات الفذّة التي كان يتحلّى بها، وإلى البيئة التي نشأ فيها لقد كان أبو الفداء منذ صغره مولعاً بالعلوم والآداب، حفظ القرآن الكريم ودرس الفقه والتفسير والنحو والمنطق والطبّ والتاريخ والعروض، وكان عاقلاً حكيماً، خلوقاً كريماً، شجاعاً، وقد رأينا كيف اشترك في حصار قلعة المرقب وفتحها وهو في الثانية عشرة من عمره، كما اشترك في فتح عكا وقلعة الروم، وفي الإغارة على بلاد السيس (الأرمن)، وفي سـنة 702هـ أغار التتار على القريتين شرقي مدينة حمص في سورية، فاختاروه لقيادة فرقة من الجيش لردّ التتار عن القريتين، وذلك قبل أن يصبح ملكاً لحماة، فنجح في مهمته نجاحاً كبيراً، إذْ ردّوا التتار إلى حدود الفرات شرق سوريا، وقتلوا منهم عدداً كبيراً، كما كان سميراً ورفيقاً لابن عمه الملك المظفر الثالث فكان يرسله سفيراً إلى السلطان، كما كان يصطحبه معه في رحلاته وغزواته وصيده، حتى إنه كان رفيقه في رحلة صيده الأخيرة التي وصلوا بها إلى قرب (قسطون)، ومرض الملك المظفر على أثرها وتوفي في سنة 698هـ، كما مرض أيضاً أبو الفداء حتى أشرف على الهلاك ثم شفي وعوفي. والسلطان الناصر، سلطان مصر والشام، كان يطلبه إليه، بعد أن أصبح ملكاً لحماة، ليكون سميراً له في مجلسه، ورفيقاً له في صيده، وعندما ذهب إلى الحج اصطحبه معه، ومن شدة إعجابـه بـه، بعد أن ولاّه نائباً له في حمـاة في سـنة 710هـ، وجعله ملكاً عليها في سنة 712هـ، ثم سلطان حماة في سنة 720هـ، كل ذلك يدل على مدى ما كان يتحلى به أبو الفداء من الآداب والعلوم والأخلاق، حتى إنه لشدة كرمه وعزته بنفسه كان يقبل هدايا السلطان وصدقاته، ولكنه كان سرعان ما يرسل إليه مقابلها بالهدايا والتقدمات.
نشـأ أبـو الفداء في عائلـة ملكية أسّسها السـلطان صلاح الدين الأيوبي منذ سـنة 569هـ في مدن سوريا، وكان والده وأعمامه وأولاد عمه وجده من أقوى ملوك هذه العائلة وأعقلهم وأحكمهم. فمن الملاحظ في سيرتهم أنهم يلتزمون جانب السلطان الشرعي دائماً، وما كانوا يستجيبون لدعاة الثورة والانقلاب، ففي أيام الملك العادل أخ صلاح الدين، بعد أن استتبَّ له الأمر في ثار عليه ابنا أخيه الظاهر والأفضل، وطلب من المنصور الأول صاحب حماة أن ينضم إليهما فرفض، وفي زمن الملك الكامل بن العادل انتقض عليه أخوه الأشرف موسى والناصر صاحب حلب وشيركوه صاحب حمص، وطلبوا من المظفر الثاني محمود صاحب حماة أن ينضم إليهم فرفض، وفي زمن الصالح أيوب صاحب مصر تحالف على حربه الصالح إسماعيل صاحب دمشق وإبراهيم بن شيركوه صاحب حمص والناصر صاحب الكرك والفرنج، وطلبوا من المنصور الثاني محمد صاحب حماة أن ينضم إليهم فرفض، وكذلك في أيام سلاطين المماليك، كان ملوك حماة يلتزمون دائماً جانب السلطان الشرعي في مصر عندما يثور عليه نوّابه في مدن الشام، وفي معركة عين جالوت بين المسلمين والتتار كان المنصور الثاني محمد صاحب حماة يحارب بجيشه مع (قطز) سلطان المسلمين بينما كان الأشراف موسى بن إبراهيم بن شيركوه صاحب حمص يحارب في صف التتار.
أول ملكٍ من الأيوبيين ملك حماة كان المظفر الأول تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، ملّكه إياها عمه صلاح الدين سنة 582هـ=1186م، وكان صلاح الدين يحبه كثيراً لأنه كان شهماً شجاعاً، ساعد عمه صلاح الدين في حروبه كلها، حتى قد استُشهد ابنه أحمد أمام صلاح الدين في موقعة عسقلان في جمادى الأولى سنة 573هـ لذلك أعطاه حماة ومنبج والمعرة وميافارقين وسلمية وجبلة واللاذقية وديار بكر وحرّان والرها في الجزيرة الفراتية في سوريا، وفي معركة حطين كان جيش حماة بقيادة المظفر الأول في ميمنة جيش المسلمين، وقد أصبح هذا تقليداً بعد ذلك، إذْ كان جيش حماة يشغل دائماً ميمنة الجيوش الإسلامية المجاهدة. والمظفر الأول هو الذي فصل قلعة حماة عن تل الباشورة وأحكم سورها وعمّق خندقها. وقد توفي المظفـر الأول يـوم الجمعة 19 رمضان سنة 587هـ أثناء حصاره (منازكرد) في شرقي الأناضول، فحمله ابنه المنصور الأول محمد وعاد به إلى حماة حيث دُفن في تربته بباب الجسر في مدينة حماة.
وتولى بعده ابنه المنصور الأول محمد، وهو الذي بنى سوق المنصورية (السوق الطويل) وبنى جسر المراكب (جسر السرايا) ورمم قناطر نواعير حماة الشهيرة وعمّـق خندق القلعة وبنى سورها من الحجر، ولـه كتـاب (المضمار في التاريخ) و(طبقات الشعراء)، توفي في ذي القعدة سنة 617هـ. تولى بعده ابنه المظفر الثاني محمود بعهدٍ من أبيه، فاغتصب المُلْكَ أخوه الناصر قَليج أرسلان، لكن الملك الكامل سار إلى الشام وأعاد المظفر الثاني ملكاً على حماة، وأعطى أخاه الناصر مدينة (بعرين)، وقد بنى المظفر الثاني قلعة المعرة (معرة النعمان) كما بنى سوراً لمدينة حماة خارج القلعة، أصيب بالفالج في سنة 637هـ وتوفي سنة 642هـ=1244م وتولى بعده ابنه المنصور الثاني محمد وعمره عشر سنوات، وفي زمنـه حدثت موقعة عين جالـوت، وقد أبلى فيها بلاءً حسناً وكان بجيشه على ميمنة الجيـش الإسلامي، وفي سـنة 664هـ غزا بلاد السيس بأمر من السلطان الظاهر بيبرس. وفي سنة 668هـ زار الظاهر بيبرس الملك المنصور في مدينة حماة، وأصيب الملك المنصور الثاني بالحمى وتوفي في شـوال سـنة 683هـ=1284م وتولى بعده ابنه الملك المظفر الثالث محمود الذي اشترك مع السلطان قلاوون في فتح قلعة المرقب من قلاع الساحل السوري ومدينة بانياس ومدينة طرابلس، ثم اشترك مع الملك الأشرف خليل في فتح عكا، كما شارك في غزو بلاد السيس، وفي ردّ التتار عن حلب،

أعماله في حماة (مدينة ابي الفداء)[عدل]

اعتنى أبوالفداء في مدينة حماة وبنى وحسن العديد من مبانيها ولعل من أبرز المنشآت التي خلفها أبي الفداء في عاصمة ملكه حماة جامع الدهشة وهو جامع أبي الفداء نفسه وقام أبي الفداء بتشييد ضريح له في شمالي جامعه وشيد فوقه قبة وبجانبها مئذنة مثمنة وحين سُؤل عن بناء الضريح أجاب :
«ما أظن أني أستكمل من العمر 60 سنة فما في أهلي من استكملها»
.
قام أبو الفداء بعد بناء الجامع ببناء المٍربَع والقبة والحمام والناعورة غربي الجامع على ساقية نحيلة وجاء هذا كله من أنزه الأماكن وأسماها وأطلق عليها جميعاً اسم الدهيشة جامعاً وقبةً ومربعا ًوحماماً وناعورة وذلك لأن الناظر أو الداخل إليها تأخذه الدهشة والحيرة والذهول لما يشاهد من جمال الموقع وإحكام البناء وحسن الهندسة وبديع الزخرفة .
تعاقبت الدهور والأعوام على المربع والقبة والحمام فاندثرت ولم يبق من الدهيشة إلا جامعها وناعورتها وهما كافيهن وافيان لإعطاء صورة الأمس الرائع.
لم يقف عُمران أبي الفداء عند الدهيشة بل امتد إلى الجامع النوري وأضاف إليه كتلة بناء في شرقه وجعله مدرسة لتدريس الفقه الشافعي وسمي هذا الملحق بالـروشن بعد أن أبقى تحته قبواً لمسير الناس وجلله ببناء رائع يشرف على أجمل مناظر العاصي والنواعير .

علمه وكتبه[عدل]

لقد كان أبي الفداء رجلاً متكاملاً كان جامعاً لأشتات العلوم وقد صنف في كل علم تصنيفاً أو تصانيف ومن هذا خَلَفَ للمكتبة العربية بخاصة والإنسانية بعامة 12 كتاب طبع منها 3 نالت شهرة عالمية كبيرة وهي:
ومن خلال هذين الكتابين غدا أبي الفداء واحداً من أعظم رجال التاريخ والجغرافيا في تاريخنا العربي والتاريخ الإنساني فظهرت عشرات الدراسات والأبحاث الأكاديمية في روسيا وفرنسا وإنجلترا وبلجيكا إيطاليا وغيرها عن أبي الفداء وأبحاثه في الجغرافيا والتاريخ والفلك .
حيث قال العالم الروسي كراتش كوفسكي: إن كتابين عربيين فقط أثارا الاهتمام عند الغربيين أكثر من تقويم البلدان لأبي الفداء صاحب حماة هما: القرآن الكريم وألف ليلة وليلة .
ومن أعماله المترجمة باكرا من قبل يوهان جاكوب ريسكي (1716-1774) Johann Jacob Reiske الذي ترجم عدة أعمال أخرى من العربية في الأدب والطب وغيرها، لكن كتاب التاريخ لابي الفداء المترجم إلى اللاتينية Annals of AbE l-FidA’ "لم يجد من يشتريه" ولذا طبع الجزء الأول منه فقط، بحسب كتاب غيرهارد اندريس ENDRESS حيث حالت سمعة المترجم يوهان ريسكي بـ"المفكر الحر" باعاقة تقديره أوروبيا آنذاك كما عدم منحه مقعدا تدريسيا في جامعة ليبزيغ، وقد وصفه اندريس بـ"شهيد الأدب العربي" في أوروبا[2].
  • الكُنّاش
وهو لفظ سرياني الأصل معناه المجموعة أو التذكرة، وهو يشتمل على عدة كتب، منها كتاب في النحو والتصريف، ويشهد هذا الكتاب لمؤلفه بالاطلاع الواسع، والعلم الغزير، والقدرة الفائقة على الجمع والتأليف، وجمع فيه أهم مسائل النحو والتصريف.
أما علماء الفلك الأوربيون فقد سموا جبلاً في القمر باسم جبل أبي الفداء اعترافاً منهم باكتشاف أبو الفداء له من خلال مرقبه الذي كان مقاماً على قبة قصره في الدهيشة ووصفه التام له في كتابه الموازين , وفي القاعة المخصصة للمحاضرات في الجمعية الجغرافية الفرنسية في باريس نقشت على أحد جدرانها أسماء عدد من الذين أشادوا علم الجغرافيا إنسانياً وعلى مر العصور واسم أبي الفداء ثالث هذه الأسماء.

وفاته[عدل]

وقام أبي الفداء بتشييد ضريح له في شمالي جامعه وشيد فوقه قبة وبجانبها مأذنة مثمنة وحين سُئل عن بناء الضريح أجاب : ما أظن أني أستكمل من العمر 60 سنة فما في أهلي من استكملها, وكان ما جال في خاطر أبي الفداء وحدسه إذ ودع الحياة في الثالث والعشرين من المحرم عام (732هـ) الموافق لـٍ 27 تشرين الأول عام ( 1331م) ولما يكمل الـ60 من عمره ودفن في ضريحه الذي أعده لنفسه قبل موته بـٍ 5 أعوام
رثاه الشاعر ابن نُباته بقصيدة طويلة، منها:
ما للنَّدى لا يلبّي صـوتَ داعيهِأظن أن ابن شادي قـام ناعيهِ!
ما للرجــاء قد اشتدّتْ مذاهبُهما للزمان قـد أسودّتْ نواحيهْ!
نعى المؤيَّـدَ ناعـيه، فيا أسفاًللغيث، كيف غدتْ عنا غواديهِ؟!
كان المديــحُ له عرساً بدولتهِفأحسن الله للشعر العَزا فـيهِ
وحسب أبي الفداء أنه قورن في جمعه بين السياسة والعلم، بالخليفة العباسي الشهير المأمون، فقال ابن الوردي يشيد بمكانته على صعيد العلم، وبحبه للمعرفة: " ولقد رأيت جماعة من ذوي الفضل يزعمون أنه ليس في الملوك بعد المأمون أفضل منه، ".